أزمة حادة تلوح في الأفق: هل يقترب محمد صلاح من الرحيل عن ليفربول؟

شهدت الأوساط الكروية العالمية، وخصوصًا داخل قلعة أنفيلد، حالة من الترقب والقلق الشديدين بعد التصريحات الصادمة التي أدلى بها النجم المصري محمد صلاح، والتي فتحت الباب على مصراعيه أمام تساؤلات ملحة حول مستقبل محمد صلاح مع ليفربول. هذه التطورات تأتي في ظل تزايد الحديث عن توتر العلاقة بين اللاعب وإدارة النادي، إضافة إلى تهميشه الواضح من قبل المدرب الهولندي آرني سلوت.

لطالما كان صلاح الركيزة الأساسية لخط هجوم الريدز، ورمزًا للنجاحات الكبيرة التي حققها الفريق خلال السنوات الماضية. ولكن، يبدو أن رياح التغيير تهب بقوة، حاملة معها تحديات قد تعصف بمسيرة الملك المصري داخل قلعة الأنفيلد.

صلاح يكسر الصمت: شرارة أزمة جديدة

لم يكن خروج محمد صلاح إلى وسائل الإعلام بالأمر المعتاد، فاللاعب الذي يتميز بالهدوء والتركيز داخل وخارج الملعب، اختار هذه المرة أن يدلي بتصريحات نارية ضد إدارة ليفربول والمدرب آرني سلوت. هذه الخطوة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة مباشرة لتراجع دوره داخل الفريق، حيث جلس على مقاعد البدلاء في المباريات الثلاث الأخيرة، ولم يشارك سوى في شوط واحد فقط.

مراسل شبكة «بي بي سي» العالمية، آدم باتل، علّق على هذه التطورات، مشيرًا إلى أن رد فعل صلاح كان متوقعًا من لاعب بمكانته. ولكن اللافت للنظر هو اختيار صلاح التحدث في المنطقة المختلطة، وهو تصرف نادر منه، يدل على أن لديه الكثير ليقوله وأن الأمر قد وصل إلى نقطة اللاعودة. وتذكر باتل موقفًا مشابهًا حدث سابقًا عندما كشف صلاح عن عدم عرض ليفربول عقدًا جديدًا عليه، وهو ما صدم زملاءه حينها، ويتوقع أن يكون رد فعلهم مماثلًا الآن.

إنجازات تاريخية تشفع لمسيرة أسطورية

منذ انضمامه إلى ليفربول قادمًا من روما في عام 2016 بصفقة بلغت 34 مليون جنيه إسترليني، كتب محمد صلاح اسمه بحروف من ذهب في تاريخ النادي وفي تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. أرقامه تتحدث عن نفسها:

• سجل 188 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز بقميص ليفربول وحده.
• يتجاوز إجمالي أهدافه في الدوري الإنجليزي 190 هدفًا (بما في ذلك هدفان مع تشيلسي).
• احتل المركز الرابع في قائمة الهدافين التاريخيين للبريميرليج بعد آلان شيرر، هاري كين، وواين روني.
• اختير كأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي من رابطة اللاعبين المحترفين للموسم الماضي، محققًا الحذاء الذهبي ولقب الدوري مع ليفربول.

هذه الإحصائيات لا تُبرز فقط قدراته التهديفية، بل تؤكد أيضًا على تأثيره الهائل كقائد وملهم للفريق.

تحديات الموسم الحالي وتداعيات العقد الجديد

على الرغم من التوهج الذي قدمه صلاح في المواسم السابقة، إلا أن إنتاجيته تراجعت نسبيًا هذا الموسم، حيث سجل خمسة أهداف فقط في 19 مباراة. يأتي هذا التراجع بعد تجديد عقده في أبريل الماضي لمدة عامين، ليصبح اللاعب الأعلى أجرًا في تاريخ ليفربول، منهيًا بذلك الشائعات التي كانت تحوم حول رحيله مجانًا في صيف 2025.

المدرب آرني سلوت، ورغم تهميشه لصلاح، يصر على وصفه بأنه «محترف من الطراز الرفيع»، مؤكدًا أن رد فعله تجاه الجلوس على مقاعد البدلاء هو أمر طبيعي لأي لاعب محترف. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات لا تخفي حقيقة أن هناك شرخًا يتسع بين اللاعب والمدرب، مما قد يؤدي إلى نهاية مأساوية لأسطورة حية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

الرحيل إلى كأس الأمم الأفريقية: نقطة تحول محتملة

من المقرر أن يغادر محمد صلاح للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية الأسبوع المقبل. هذا الغياب قد يمثل نقطة تحول حاسمة في الأزمة. فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو: هل سيعود محمد صلاح في يناير كلاعب في ليفربول، أم أن هذه الرحلة ستكون بمثابة وداع مبكر لقلعة الأنفيلد؟

الموقف الحالي يضع ليفربول وإدارته أمام تحدٍ كبير. فإما أن يتم احتواء الأزمة وإعادة صلاح إلى مكانته الطبيعية، أو أن نشهد نهاية حقبة أحد أبرز اللاعبين في تاريخ النادي. الجمهور ينتظر بفارغ الصبر ما ستحمله الأيام القادمة، وكل الأنظار تتجه نحو ما سيسفر عنه هذا التوتر الذي يهدد استقرار واحد من أكبر الأندية الإنجليزية. للمزيد من التحليلات والأخبار الحصرية، تابعوا Kora Best tv.