شهدت الأوساط الكروية المصرية في الآونة الأخيرة جدلاً واسعاً بعد سلسلة من التصريحات النارية التي أطلقها المدرب حلمي طولان. هذه التصريحات، التي تطرقت إلى معايير اختيار الكفاءات في الاتحاد المصري لكرة القدم، لم تمر مرور الكرام، بل استدعت رداً حاسماً من أحد أبرز الأسماء التي ورد ذكرها بشكل غير مباشر: محمود فايز، المشرف العام على وحدة تحليل الأداء بالاتحاد. هذا المقال يستعرض تفاصيل رد محمود فايز على تصريحات حلمي طولان، ويسلط الضوء على خلفية هذا الجدل وتداعياته على المشهد الكروي.
تصريحات حلمي طولان: البداية المشتعلة
كانت الشرارة الأولى لهذا الجدل هي ظهور حلمي طولان، المدير الفني السابق لمنتخب مصر المشارك في كأس العرب وعضو اللجنة الفنية باتحاد الكرة، في لقاء تلفزيوني عبر برنامج “يا مساء الأنوار” على قناة “إم بي سي مصر2”. خلال اللقاء، أشار طولان إلى موقفه من محمود فايز، قائلاً: “محمود فايز كان مرشحاً للعمل معي كمحلل أداء بما أنه معين في اتحاد الكرة ولكن أسلوبه لم يعجبني في موقف معين. كنت قد أتيت بمحلل آخر واختبرته وكان مناسباً لي، ولكن فايز أطاح به، فقلت له أنت لست معي وهذا الشاب هو من سيتواجد معي.” هذه التصريحات، التي بدت وكأنها تنتقص من قدرات فايز أو تشير إلى تدخلات إدارية، فتحت الباب أمام رد منتظر.
محمود فايز يرد بحقائق: سجل مهني يتحدث عن نفسه
لم يتأخر محمود فايز في الرد على هذه الاتهامات الضمنية، لكنه اختار أسلوباً مختلفاً يعتمد على الحقائق والإنجازات. عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قدم فايز عرضاً مفصلاً لسيرته المهنية الحافلة، مؤكداً أن مسيرته تتحدث عن نفسها ولا تحتاج إلى شهادة أحد. هذا الرد لم يكن مجرد دفاع شخصي، بل كان بمثابة تأكيد على معايير الكفاءة والخبرة في عالم كرة القدم.
من أبرز النقاط التي استعرضها فايز في رده:
- الترخيص الاحترافي الفريد: أشار فايز إلى أنه المدرب المصري الوحيد الحاصل على الرخصة برو من اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم منذ عام 2015، وهو إنجاز نادر يؤكد على مستواه التدريبي العالمي. كما أنه من أوائل المدربين المصريين الحاصلين على معادلة الرخصة برو بالاتحاد الأوروبي منذ 2019.
- خبرة دولية واسعة: عمل فايز كمدرب مساعد مع 6 منتخبات وطنية: مصر، سوريا، الكونغو الديمقراطية، الإمارات، أوزبكستان، والبحرين. هذه الخبرة المتراكمة مع ثقافات كروية متنوعة تمنحه رؤية عميقة في تحليل الأداء.
- مسيرة حافلة مع الأندية الكبرى: لم تقتصر خبرته على المنتخبات، بل امتدت لتشمل العمل كمدرب مساعد مع 3 أندية مرموقة: أتلتيكو ناسيونال الكولومبي، العين الإماراتي، والنصر السعودي.
- التعاون مع عمالقة التدريب: أكد فايز أنه عمل مع أكثر من 8 مدربين عالميين من طراز ماتورانا، كوبر، كالديرون، فوساتي، كارينيو، زلاتكو، كيكي فلوريس، وبينتو، مما أكسبه خبرات فريدة في مختلف المدارس التدريبية.
- التأهيل الأكاديمي المتخصص: هو خريج جامعة غرناطة بإسبانيا في التحليل الفني والبدني، مما يجمع بين الجانب العملي والأكاديمي في تخصصه.
- دور تعليمي رائد: يعمل فايز كمحاضر معتمد من الفيفا لكل رخص المدربين بمختلف الاتحادات القارية، مما يدل على مكانته كخبير ومصدر للمعرفة في مجال كرة القدم.
- إتقان اللغات: يجيد اللغات الإسبانية والبرتغالية والإنجليزية، وهي مهارة حيوية للتواصل في البيئات الكروية العالمية.
- فلسفة التطوير المستمر: اختتم فايز بيانه مؤكداً سعيه الدائم للتطور والمعرفة والتعلم من الجميع، معرباً عن استعداده لتقديم خدماته “بكل احترام وحب ونية صافية ورغبة حقيقية للعمل وإفادة الغير بكل ما أستطيع.”
دلالات رد محمود فايز على تصريحات حلمي طولان وتأثيره على الكرة المصرية
يتجاوز رد محمود فايز مجرد الدفاع عن النفس ليصبح بياناً قوياً حول أهمية الكفاءة والخبرة في إدارة وتطوير كرة القدم. في سياق تتزايد فيه المطالبات بضرورة الاعتماد على الكوادر المؤهلة أكاديمياً وعملياً، يأتي رد فايز ليؤكد على أن الاحترافية والمسيرة الغنية هي خير رد على أي تشكيك. هذا الجدل يفتح أيضاً نقاشاً أوسع حول معايير التعيين داخل الاتحاد المصري لكرة القدم والأندية، وضرورة الشفافية في اختيار الكفاءات بعيداً عن أي حسابات شخصية أو اعتبارات أخرى.
إن الكوادر ذات الخبرة الدولية والتأهيل الأكاديمي، مثل محمود فايز، تمثل ثروة حقيقية للكرة المصرية. الاستفادة من هذه الخبرات بشكل فعال يمكن أن يدفع بعجلة التطوير إلى الأمام، ويساهم في بناء أجيال جديدة من اللاعبين والمدربين على أسس علمية ومهنية سليمة. وفي هذا الصدد، يحرص موقع Kora Best tv على تسليط الضوء على كافة القضايا التي تمس مستقبل الرياضة في مصر والوطن العربي.
في الختام، يظل الجدل حول الكفاءات جزءاً لا يتجزأ من أي منظومة رياضية تسعى للتطور. ومع ذلك، فإن الردود التي تعتمد على الإنجازات والسجل المهني الحافل، كما فعل محمود فايز، تعد النموذج الأمثل للحوار البناء الذي يخدم المصلحة العليا للكرة المصرية.
لا يوجد تعليقات