شهدت قلعة أنفيلد العريقة ليلة أوروبية عصيبة في السابع والعشرين من نوفمبر 2025، حيث سقط فريق ليفربول الإنجليزي أمام ضيفه الهولندي بي إس في آيندهوفن برباعية مقابل هدف وحيد في مفاجأة مدوية بدوري أبطال أوروبا. هذه الخسارة لم تكن مجرد نتيجة عابرة، بل فجرت عاصفة من الجدل، كان في صميمها انتقاد أداء محمد صلاح بعد خسارة ليفربول الأوروبية، وهي أزمة تضع مستقبل المدرب آرني سلوت على المحك.
الريدز، بقيادة مدربهم الجديد آنذاك آرني سلوت، لم يتمكنوا من إيقاف المد الهجومي لآيندهوفن، لتُسجل أول هزيمة أوروبية على أرضهم هذا الموسم. وفي أعقاب هذه الهزيمة القاسية، لم يتأخر أسطورة ليفربول السابق، الألماني ديتمار هامان، في توجيه انتقادات لاذعة، كان نصيب النجم المصري محمد صلاح منها الجانب الأكبر.
هامان يصف أداء صلاح بـ”المشين” وتداعياته على سلوت
في تصريحات نقلتها صحيفة “ليفربول إيكو”، لم يتردد ديتمار هامان في التعبير عن استيائه الشديد من الأداء الذي قدمه محمد صلاح في تلك المباراة. وصرح هامان قائلاً: “ما فعله صلاح هناك كان مشينًا بالنسبة للاعب بمستوى صلاح”، مشيرًا إلى لحظات معينة في المباراة افتقر فيها النجم المصري للمساهمة الفعالة أو حتى الجهد الدفاعي المتوقع من لاعب بحجمه.
وأضاف هامان بقوة، مسلطًا الضوء على موقف المدرب آرني سلوت الصعب: “كان على سلوت أن يتخذ قرارًا حاسمًا، هل يُبقي صلاح أساسيًا ويُعرض وظيفته للخطر، أم يحتفظ بوظيفته بدونه؟” هذه العبارات لم تكن مجرد نقد لأداء لاعب، بل كانت إشارة واضحة إلى الضغط الهائل الذي يواجهه سلوت، وإلى أن استمرار مثل هذه المستويات قد يُعجل برحيله من تدريب الفريق.
تحليل لأداء صلاح في ليلة أنفيلد المخيبة
رغم أن محمد صلاح خاض المباراة كاملة، إلا أن الأرقام لم تكن لصالحه بشكل كامل. فبينما صنع فرصتين ومرر 35 تمريرة دقيقة من أصل 40 بمعدل دقة بلغ 88%، إلا أنه ظل بعيدًا عن زيارة الشباك ولم يقدم التأثير المعتاد منه في الثلث الأخير من الملعب. هذه الإحصائيات، رغم أنها تبدو مقبولة على الورق، إلا أنها لا تعكس غياب اللمسة السحرية والفاعلية الحاسمة التي اعتادها جماهير ليفربول من نجمهم الأول.
كانت المباراة نقطة تحول، حيث بدا صلاح وكأنه يفتقر للحدة والسرعة في اتخاذ القرارات، مما أثر سلبًا على ديناميكية الهجوم بأكمله. وفي سياق Kora Best tv، غالبًا ما يُشير المحللون إلى أن اللاعبين الكبار يُقاسون بمدى تأثيرهم في اللحظات الصعبة، وهو ما لم يتحقق في تلك الأمسية الأوروبية. وقد أشار جرافنبيرخ، زميل صلاح، بعد المباراة إلى أن “الوضع صعب للغاية.. نستقبل الأهداف بمنتهى السهولة”، مما يعكس حالة الإحباط داخل الفريق.
مستقبل ليفربول وسلوت تحت المجهر
تُعد تصريحات ديتمار هامان بمثابة جرس إنذار حقيقي لإدارة ليفربول وللمدرب آرني سلوت. فالمطالبة باستبدال لاعب بحجم صلاح، حتى وإن كانت في خضم الانفعال، تُظهر حجم الغضب والإحباط. على سلوت أن يجد حلولًا سريعة لتجنب تكرار مثل هذه الهزائم، سواء كان ذلك من خلال تغيير التكتيكات أو اتخاذ قرارات جريئة بشأن التشكيلة الأساسية.
- الضغط على آرني سلوت: هذه الخسارة تزيد من الضغط على المدرب الجديد لإثبات قدرته على قيادة الفريق في المحافل الأوروبية.
- مراجعة الأداء الفردي: يجب على الجهاز الفني مراجعة أداء اللاعبين الأساسيين، بمن فيهم محمد صلاح، لضمان استعادة مستواهم المعهود.
- أهمية رد الفعل: ستكون ردة فعل ليفربول في المباريات القادمة حاسمة لتحديد مسارهم في دوري الأبطال والدوري الإنجليزي.
في الختام، تبقى هذه الأزمة نقطة محورية في موسم ليفربول. انتقاد أداء محمد صلاح بعد خسارة ليفربول الأوروبية أمام آيندهوفن ليس مجرد نقد للاعب، بل هو انعكاس لحالة الفريق ككل، وتحدٍ كبير للمدرب آرني سلوت لإعادة ترتيب الأوراق وضمان استعادة الريدز لمكانتهم في القمة.
لا يوجد تعليقات