تثار التساؤلات باستمرار حول مدى قدرة الأندية الكبرى على إدارة قوائمها وتسجيل لاعبيها في الدوريات الأوروبية ذات اللوائح المعقدة. في هذا السياق، برزت مخاوف جديدة تتعلق بـ وضع خوان جارسيا مع برشلونة، حارس المرمى الشاب، وما إذا كان النادي الكتالوني سيواجه سيناريو مشابهًا لما حدث العام الماضي مع اللاعب داني أولمو. تقارير صحفية إسبانية، أبرزها صحيفة “موندو ديبورتيفو”، كشفت عن تفاصيل جوهرية تضع حدًا لهذه التكهنات، موضحة أن الوضع الحالي لجارسيا يختلف تمامًا عن سابقه.
تحديات تسجيل اللاعبين: سابقة داني أولمو
لا يزال صدى الأزمة التي واجهها برشلونة في تسجيل داني أولمو خلال النصف الثاني من الموسم الماضي يتردد في الأذهان. كانت تلك مشكلة معقدة بدأت في 1 يناير 2025، بعد انتهاء تسجيله لدى رابطة الدوري الإسباني في 31 ديسمبر. النادي تمكن من تسجيل أولمو مؤقتًا بفضل إصابة أندرياس كريستنسن المزمنة، لكن هذا الإجراء كان عرضة للمراجعة. لم يتم تأكيد تسجيله النهائي إلا بعد تدخل المجلس الوطني الإسباني للرياضة في يناير، والذي أقر الإجراء الاحترازي، وتم التصديق عليه رسميًا في أوائل أبريل، رغم معارضة رابطة الليجا.
لماذا يختلف وضع خوان جارسيا مع برشلونة؟
على النقيض تمامًا من حالة أولمو، يؤكد الخبراء أن وضع خوان جارسيا مع برشلونة مستقر وآمن لهذا الموسم. السبب الرئيسي يكمن في إصابة الحارس الأساسي مارك أندريه تير شتيجن. أوضحت صحيفة “موندو ديبورتيفو” أن جارسيا مُسجل لدى رابطة الدوري الإسباني للموسم 2025/26 بأكمله، وذلك بفضل نص واضح في لوائح المسابقة.
المادة 107 من لوائح ميزانية الدوري الإسباني: نقطة التحول
تعتمد مرونة برشلونة في تسجيل جارسيا على المادة 107 من لوائح ميزانية الدوري الإسباني. هذه المادة تسمح للنادي بتسجيل لاعب بديل طوال الموسم في حال كانت مدة غياب اللاعب المصاب خمسة أشهر أو أكثر. هذا هو بالضبط ما حدث مع تير شتيجن، حيث أكدت اللجنة الطبية أن فترة غيابه ستتجاوز هذه المدة الحرجة.
تترتب على هذه المادة عدة فوائد لبرشلونة، منها:
- تسجيل كامل للموسم: يضمن لخوان جارسيا اللعب بشكل مستمر دون قيود زمنية مؤقتة.
- مرونة مالية: تسمح للنادي باستخدام 80% من راتب تير شتيجن لتمويل أجر جارسيا، وهو ما يعادل حوالي 9.6 مليون يورو من أصل 12 مليون يورو يتقاضاها الحارس الألماني.
ولو كانت اللجنة الطبية قد حددت غياب تير شتيجن بأربعة أشهر كحد أقصى، لكانت الصورة مختلفة تمامًا. في تلك الحالة، كان تسجيل خوان جارسيا سينتهي في 31 ديسمبر، ولن يتمكن برشلونة إلا من استخدام 50% فقط من راتب تير شتيجن، مما كان سيضع النادي في مأزق مالي وإداري.
تداعيات على تشكيلة حراس المرمى في كامب نو
تؤثر هذه الأطر الزمنية بشكل مباشر على عودة تير شتيجن إلى الملاعب. فحتى لو كان اللاعب مسجلاً، لا يمكنه المشاركة في المباريات قبل انقضاء فترة الغياب الرسمية البالغة خمسة أشهر، وإلا سيواجه النادي غرامات مالية كبيرة. هذا يعني أن المدرب هانز فليك سيحظى بخيارات متعددة في حراسة المرمى بمجرد انتهاء فترة الانتقالات الشتوية، مع توفر كلا الحارسين، بالإضافة إلى إمكانية ضم حارس آخر مثل الحارس البولندي تشيزني إذا كانت هناك حاجة لتعزيز الصفوف.
في الختام، يبدو أن برشلونة قد تعلم الدرس من تجاربه السابقة، ونجح في هذه المرة في التعامل مع لوائح الدوري الإسباني المعقدة بذكاء، مما يضمن استقرار وضع خوان جارسيا مع برشلونة وتوفير حلول فعالة لأزمة حراسة المرمى. للمزيد من التغطيات الحصرية لأخبار كرة القدم، تابعوا موقع Kora Best tv.
لا يوجد تعليقات