مع الكشف عن تفاصيل قرعة كأس العالم 2026، أصبح الشغف يسيطر على عشاق كرة القدم حول العالم، خاصة مع النظام الجديد الذي سيشهد مشاركة 48 منتخبًا للمرة الأولى. وفي خضم هذا الترقب، تتجه الأنظار نحو المنتخب البرتغالي بقيادة المدرب المخضرم روبرتو مارتينيز، للوقوف على تحليل مسار البرتغال في كأس العالم 2026. فالطريق إلى النهائي لن يكون مفروشًا بالورود، بل مليئًا بالتحديات التي قد تضع برازيل أوروبا في مواجهة خصوم من العيار الثقيل.
تستضيف الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، والمكسيك هذه النسخة التاريخية من 11 يونيو إلى 19 يوليو 2026. ومع تقسيم المنتخبات الـ 48 على 12 مجموعة، يتأهل متصدر ووصيف كل مجموعة، بالإضافة إلى أفضل 8 منتخبات من أصحاب المركز الثالث، إلى دور الـ32، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات معقدة ومثيرة للاهتمام.
مجموعة البرتغال والتحديات الأولية
وقع المنتخب البرتغالي في المجموعة الحادية عشرة، وهي مجموعة لا تخلو من فرق قوية قد تفرض تحديات مبكرة. تضم هذه المجموعة:
- جمهورية الكونغو الديمقراطية / جامايكا / كاليدونيا الجديدة (منتخب واحد من التصفيات)
- أوزبكستان
- كولومبيا
على الورق، تبدو المجموعة مواتية لرفاق كريستيانو رونالدو لتصدرها، لكن كرة القدم لا تعترف بالمنطق دائمًا، والفرق الطموحة مثل كولومبيا أو حتى أوزبكستان يمكن أن تقدم مستويات مفاجئة. تأمين الصدارة سيكون خطوة حاسمة لضمان مسار أكثر تفضيلًا في الأدوار الإقصائية.
السيناريو الأمثل: صدارة المجموعة الحادية عشرة
وفقًا لصحيفة “آبولا” البرتغالية، فإن المسار الأكثر تفضيلًا للبرتغاليين، وهو تصدر المجموعة، يرسم لهم طريقًا محددًا نحو النهائي. هذا السيناريو يجنبهم بعض المواجهات المبكرة مع الكبار:
دور الـ32: بداية الحصاد
في حال تصدر البرتغال مجموعتها، فإنها ستواجه فريقًا يحتل المركز الثالث من إحدى المجموعات الرابعة، الخامسة، التاسعة، العاشرة، أو الثانية عشرة. هذه المواجهة، وإن كانت تبدو أسهل نسبيًا، تتطلب تركيزًا كاملًا، فالفرق المتأهلة كأفضل ثوالث غالبًا ما تمتلك روحًا قتالية عالية ورغبة في إثبات الذات.
دور الـ16: اختبار القوة
بعد تخطي دور الـ32، سيكون الاختبار أصعب في دور الـ16. سيواجه المنتخب البرتغالي الفائز من مباراة تجمع بين متصدر المجموعة الثانية وفريق يحتل المركز الثالث من المجموعات الخامسة، السادسة، السابعة، التاسعة، أو العاشرة. هنا، قد تظهر فرق مثل كندا أو سويسرا (من المجموعة الثانية)، مما يرفع مستوى التحدي.
ربع النهائي: صراع الكبار المحتمل
في ربع النهائي، يزداد التعقيد. قد يواجه البرتغال أحد أربعة فرق محتملة: متصدر المجموعة العاشرة، وصيف المجموعة الثامنة، وصيف المجموعة الرابعة، أو وصيف المجموعة السابعة. وهذا هو المكان الذي يمكن أن تظهر فيه أسماء ثقيلة مثل الأرجنتين (متصدر المجموعة العاشرة) أو إسبانيا (وصيف المجموعة الثامنة)، مما يمثل اختبارًا حقيقيًا لطموحات البرتغال.
نصف النهائي: بوابة المجد
إذا نجحت البرتغال في تجاوز عقبة ربع النهائي، فإن نصف النهائي قد يضعها في مواجهة متصدر المجموعات الأولى، الثالثة، الثانية عشرة، أو وصيف المجموعات الخامسة، السادسة، التاسعة، أو حتى فريق من أصحاب المركز الثالث. هذا يعني أنهم قد يواجهون فرقًا بحجم البرازيل، إنجلترا، أو ألمانيا، في مواجهة قد تحدد مصير البطولة.
المسار البديل: وصافة المجموعة وتغير الخريطة
في حال احتلت البرتغال وصافة المجموعة الحادية عشرة، فإن خريطة طريقها تتغير بشكل جذري، وتصبح المواجهات المحتملة أكثر تعقيدًا من البداية:
دور الـ32: مواجهة فورية
سيضع المركز الثاني البرتغال مباشرة في مواجهة وصيف المجموعة الثانية عشرة، وهو ما يعني كرواتيا أو غانا، وهما فريقان يمتلكان خبرة كبيرة في البطولات الكبرى، مما يمثل اختبارًا مبكرًا وقويًا.
دور الـ16: تحديات جديدة
في دور الـ16، ستواجه البرتغال الفائز من مباراة بين متصدر المجموعة الثامنة ووصيف المجموعة العاشرة. وهذا يعني احتمال مواجهة مبكرة مع إسبانيا (متصدر المجموعة الثامنة) أو حتى الأرجنتين (وصيف المجموعة العاشرة)، وهو سيناريو غير مرغوب فيه في هذه المرحلة المبكرة.
ربع النهائي: خصوم أقوياء
إذا تجاوزت البرتغال هذا الدور، فإن ربع النهائي قد يضعها أمام متصدر المجموعتين الرابعة أو السابعة، أو فريق من أصحاب المركز الثالث. وهنا، قد تصطدم بمنتخبات مثل الولايات المتحدة الأمريكية (متصدر الرابعة) أو بلجيكا (متصدر السابعة)، وهي فرق قوية على أرضها وبين جماهيرها.
نصف النهائي: القمة المنتظرة
في نصف النهائي لهذا المسار، قد تواجه البرتغال متصدر المجموعات الخامسة، السادسة، التاسعة، أو وصيف المجموعات الأولى، الثانية، الثالثة، أو فريق من أصحاب المركز الثالث. هذا يفتح الباب لمواجهات محتملة مع ألمانيا، هولندا، فرنسا، أو حتى البرازيل، مما يؤكد أن طريق الوصافة محفوف بالمخاطر.
احتمالات الصدام مع الكبار: الأرجنتين ومصر
يتساءل الكثيرون، كما هو الحال في العنوان الأصلي، هل يصطدم المنتخب البرتغالي بمنتخبات مثل مصر أو الأرجنتين؟
- الأرجنتين: تقع الأرجنتين في المجموعة العاشرة. في سيناريو صدارة البرتغال، يمكن أن تلتقي الأرجنتين بالبرتغال في ربع النهائي إذا تصدرت الأرجنتين مجموعتها وتجاوزت أدوارها، وهو احتمال قوي. أما في سيناريو وصافة البرتغال، فإن الصدام مع الأرجنتين قد يكون مبكرًا في دور الـ16 إذا كانت الأرجنتين وصيفة مجموعتها. هذا يوضح أن مواجهة محتملة بين ميسي ورونالدو قد تكون ممكنة في مراحل مختلفة من البطولة.
- مصر: تقع مصر في المجموعة السابعة مع بلجيكا وإيران ونيوزيلندا. في مسار صدارة البرتغال، يمكن أن تلتقي مصر بالبرتغال في ربع النهائي إذا تصدرت مصر مجموعتها وتأهلت. وفي مسار وصافة البرتغال، قد تظهر مصر كخصم محتمل في ربع النهائي أيضًا إذا تصدرت مجموعتها. هذا يعني أننا قد نشهد مواجهة بين صلاح ورفاقه وبين كريستيانو ورجاله.
يجب الإشارة إلى أن تأهل أفضل ثمانية فرق تحتل المركز الثالث من المجموعات الـ12 يضيف طبقة أخرى من التعقيد، حيث يمكن للبرتغال نفسها أن تتأهل في هذا المركز، مما يضعها في مسار مختلف ولكن قد يؤدي إلى نتائج مشابهة في أدوار متقدمة.
خلاصة مسار البرتغال في كأس العالم 2026
إن تحليل مسار البرتغال في كأس العالم 2026 يظهر أن المنتخب البرتغالي يمتلك فرصة كبيرة للوصول إلى مراحل متقدمة، خاصة إذا نجح في تصدر مجموعته. ومع ذلك، فإن النظام الجديد للبطولة ووجود عدد كبير من الفرق القوية يعني أن كل مباراة ستكون بمثابة نهائي. التحديات الكبرى تكمن في أدوار خروج المغلوب، حيث قد يواجهون عمالقة مثل الأرجنتين، البرازيل، ألمانيا، أو إنجلترا. الاستعداد البدني والتكتيكي سيكون حاسمًا لمنتخب يسعى للمجد في النسخة الأكبر والأكثر إثارة في تاريخ كأس العالم حتى الآن. للمزيد من التغطية الحصرية وتحليلات كرة القدم، تابعوا Kora Best tv.
يمكن الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول نظام البطولة الجديد وتاريخها عبر زيارة صفحة كأس العالم 2026 على ويكيبيديا.
لا يوجد تعليقات