تترقب جماهير كرة القدم الإفريقية والعربية مواجهة من العيار الثقيل ضمن منافسات الجولة الثانية لدور المجموعات في كأس الأمم الإفريقية 2025. حيث يستعد منتخب جنوب إفريقيا لملاقاة نظيره المصري في لقاء لا يقبل القسمة على اثنين، في خضم سعي “البافانا بافانا” لتحقيق طموحين مزدوجين. هذه المباراة ليست مجرد صراع على النقاط، بل هي تحدي جنوب إفريقيا أمام مصر في أمم إفريقيا 2025 يحمل في طياته أبعادًا تاريخية ونفسية كبيرة، حيث يطمح منتخب الأولاد في اعتلاء صدارة المجموعة الثانية ومعادلة الكفة التاريخية في المواجهات المباشرة بين العملاقين.
يتصدر كلا المنتخبين، جنوب إفريقيا ومصر، المجموعة الثانية برصيد ثلاث نقاط لكل منهما. جاء هذا التساوي بعد أن حقق الفراعنة فوزًا صعبًا على زيمبابوي بهدفين لهدف، بينما نجح منتخب الأولاد في التغلب على أنجولا بالنتيجة ذاتها. هذا الوضع يجعل من المواجهة القادمة حجر الزاوية لتحديد متصدر المجموعة، والذي قد يلعب دورًا حاسمًا في مسار الفريقين خلال الأدوار الإقصائية للبطولة.
تاريخ المواجهات المشتعلة بين الفراعنة والبافانا بافانا
لطالما اتسمت لقاءات مصر وجنوب إفريقيا بالندية والإثارة، خاصةً في نهائيات كأس الأمم الإفريقية. نشرت شبكة “سوبر سبورت” الجنوب إفريقية تقريرًا يسلط الضوء على أن هذه المباراة ستكون الرابعة بين المنتخبين في تاريخ البطولة. ورغم أن الكفة تميل تاريخيًا لصالح مصر بفوزين مقابل فوز وحيد لجنوب إفريقيا من أصل ثلاث مواجهات سابقة، إلا أن آخر لقاء يحمل في طياته ذكرى أليمة للفراعنة ودافعة قوية لـ “البافانا بافانا”.
صدمة 2019: إقصاء المضيف على أرضه
لا يمكن الحديث عن تاريخ مواجهات المنتخبين دون التوقف عند المحطة الأبرز في نسخة 2019 من كأس الأمم الإفريقية. حينها، استضافت مصر البطولة وتأهل “البافانا بافانا” لملاقاة الفراعنة في دور الـ16. في مباراة مثيرة ومفاجئة، تمكن منتخب جنوب إفريقيا من إقصاء المضيف بهدف نظيف سجله لورش من هجمة مرتدة قاتلة. تركت تلك النتيجة صدمة عميقة في الأوساط الكروية المصرية، وشكلت نقطة تحول في تاريخ المواجهات بينهما. من بين نجوم تلك المباراة، يبقى الحارس المتألق رونين ويليامز اللاعب الوحيد الذي لا يزال حاضرًا في تشكيلة “البافانا بافانا” الحالية، مما يضيف بعدًا خاصًا لهذه المواجهة المرتقبة.
ذكريات 1996 و1998: تبادل الأدوار والدروس المستفادة
- كأس الأمم الإفريقية 1996 (جنوب إفريقيا): التقى المنتخبان في المجموعة الأولى. حينها، ضمن منتخب جنوب إفريقيا تأهله للأدوار الإقصائية مبكرًا. قرر المدرب باركر إراحة عدد من لاعبيه الأساسيين، مما أتاح الفرصة لمنتخب مصر بقيادة المدرب رود كرول لتحقيق فوز بهدف نظيف سجله أحمد الكأس بعد سبع دقائق فقط. ربما كان ذلك الانتصار بمثابة جرس إنذار لجنوب إفريقيا، التي استعادت توازنها بعد ذلك لتواصل طريقها بنجاح في البطولة.
- كأس الأمم الإفريقية 1998 (بوركينا فاسو): هذه النسخة شهدت تتويج منتخب مصر باللقب. التقى الفريقان في دور المجموعات، وحسم الفراعنة المباراة بسهولة نسبية بهدفي أحمد حسن وطارق مصطفى. تلك النتيجة المبكرة خففت من حدة المباراة وضمنت لمصر صدارة المجموعة، مما مهد الطريق أمامهم لإحراز اللقب دون مفاجآت تذكر في تلك المواجهة.
تطلعات جنوب إفريقيا: الصدارة ومعادلة الكفة
يخوض منتخب جنوب إفريقيا هذه المواجهة بقيادة المدرب هوجو بروس وهو مدرك تمامًا لخطورة المنافس المصري وقوة لاعبيه. يتطلع “البافانا بافانا” إلى تحقيق هدفين رئيسيين من هذه المباراة: الأول هو الانفراد بصدارة المجموعة الثانية، مما سيعطيهم أفضلية كبيرة في قرعة الدور التالي وتجنب مواجهة الفرق الكبرى مبكرًا. أما الهدف الثاني، فهو معادلة الكفة التاريخية في عدد الانتصارات بالبطولة بين المنتخبين، ليرفع رصيدهم إلى فوزين لكل فريق في أربع مواجهات بنهائيات Kora Best tv كأس الأمم الإفريقية.
إنها معركة إرادات، حيث يسعى كل فريق لفرض سيطرته وإثبات جدارته. هل يتمكن منتخب جنوب إفريقيا من تحقيق أهدافه المزدوجة؟ أم يكون للفراعنة رأي آخر ويعززون تفوقهم التاريخي؟ الإجابة ستكون على أرض الملعب في واحدة من أكثر مباريات البطولة ترقبًا.
لا يوجد تعليقات