تحليل هيثم فاروق: كيف غيّر **محمد صلاح ودوره كجناح هداف** موازين كرة القدم المصرية؟

في ظل ترقب الجماهير المصرية لمباريات منتخبها الوطني، وتحديداً قبل مواجهة حاسمة مثل لقاء جنوب إفريقيا في كأس أمم إفريقيا 2025، تتصاعد وتيرة التحليلات والنقاشات حول أداء الفراعنة. وقد أدلى النجم المصري السابق هيثم فاروق بتصريحات مثيرة للجدل عبر قناة بي إن سبورتس، تطرق فيها إلى تقييم أداء المدرب حسام حسن واللاعب الفذ محمد صلاح ودوره كجناح هداف الذي أعاد تشكيل مفهوم مركز الجناح في كرة القدم الحديثة.

حسام حسن: تحدي التوقعات وتحقيق الأهداف

لاحظ هيثم فاروق وجود حالة من عدم الرضا العام بين الجماهير والنقاد والخبراء، وحتى اللاعبين القدامى، بشأن الأداء الأخير للمنتخب المصري. ومع ذلك، قدم فاروق وجهة نظر مغايرة، مؤكداً أن حسام حسن قد أدى المطلوب منه وحقق ‘التارجت’ المحدد. وأشار إلى أن النقد يجب أن يكون بناءً وفي موضعه، بعيداً عن التجاوزات الشخصية، فحق النقد أصيل لكل متابع للرياضة، خاصة في بلد كـ مصر يطمح دائماً للأفضلية في كل المجالات.

تحدث فاروق عن مفارقة شائعة في تقييم أداء المنتخبات؛ ففي بعض الأحيان، يحقق الفريق الفوز ولكن الأداء لا يرقى للمستوى المأمول، فيقال حينها إن الأداء ليس جيداً. وفي أوقات أخرى، يقدم الفريق أداءً جيداً ولكن يتعادل أو يخسر، فيتحول التركيز إلى ضرورة حصد النقاط. وشدد على أن المنتخب، تحت قيادة حسام حسن، تمكن من الوصول إلى كأس العالم وكأس أمم إفريقيا، وأن الفوز في المباراة الأولى – حتى لو لم يكن الأداء مثالياً – يمثل خطوة مهمة نحو الدور التالي، معبراً عن ثقته الكبيرة في هذه المجموعة من اللاعبين والجهاز الفني.

محمد صلاح ودوره كجناح هداف: إعادة تعريف الهداف العصري

الجزء الأكثر إثارة في حديث هيثم فاروق كان تناوله لدور محمد صلاح ودوره كجناح هداف الاستثنائي. ففي مواجهة الانتقادات التي قد تقلل من قيمة هدف صلاح الوحيد في إحدى المباريات بالقول إنه ‘لم يفعل شيئاً سوى تسجيل الهدف’، قدم فاروق تحليلاً عميقاً يبرئ النجم المصري. وأوضح أن تسجيل هدف واحد يحقق ثلاث نقاط بعد سلسلة من التعادلات (مثل ستة تعادلات في نهائيات سابقة) يمثل نسبة إنجاز هائلة قد تصل إلى 80%، وتضع الفريق بقوة في الدور القادم.

وتابع فاروق مؤكداً أن هذه الانتقادات ‘لا محل لها من الإعراب’، وأن صلاح قد ‘أعاد تعريف مفهوم كلمة هداف في قاموس كرة القدم’. ولتوضيح وجهة نظره، دعا فاروق إلى التفكير في المنافسة الشرسة التي يخوضها صلاح في أرقام الهدافين بالدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يواجه لاعبين مثل هاري كين وإيرلينج هالاند وغيرهم، وهم جميعاً مهاجمون صريحون. بينما يلعب صلاح في مركز الجناح، ومع ذلك يحقق هذه الأرقام التهديفية المبهرة. هذا الإنجاز، بحسب فاروق، أمر عظيم ولا ينبغي إضافة المزيد من الضغوط أو المشاكل على صلاح، الذي يعاني بالفعل من تحديات كافية في ناديه ليفربول.

تأثير صلاح يتجاوز الأرقام:

• القيمة المعنوية: وجود نجم بحجم صلاح يمنح الفريق دفعة معنوية هائلة ويضع الخصوم تحت الضغط.
• الفعالية الفنية: قدرته على حسم المباريات بلمسة واحدة، كما فعل في اللقاء السابق، لا تقدر بثمن فنياً.
• كسر القوالب: تحديه لدور الجناح التقليدي وإثبات قدرته على أن يكون الهداف الأول للفريق والبطولة.

يرى هيثم فاروق أن وجود نجم بحجم صلاح، القادر على إنهاء المباريات ببراعة، يمنح المنتخب المصري أفضلية كبيرة، سواء على الصعيد المعنوي أو الفني، أمام أي منتخب إفريقي. إنه عنصر حاسم يرفع من سقف طموحات الفريق ويجعله منافساً قوياً على الألقاب.

في الختام، تعكس تصريحات هيثم فاروق رؤية تحليلية متعمقة، تدعو إلى التقييم العادل والموضوعي لأداء المنتخب ونجومه. فبينما يستمر النقاش حول الأداء والنتائج، يظل إنجاز حسام حسن في تحقيق الأهداف، ودور محمد صلاح ودوره كجناح هداف الذي لا يضاهى، من النقاط المحورية التي تستحق الإشادة والتسليط الضوء عليها. للمزيد من التحديثات والأخبار الحصرية حول الكرة المصرية، تابعوا Kora Best tv.