تتوالى الأزمات على نادي الزمالك العريق، ومع كل تحدٍ جديد، تزداد حدة القلق بين جماهيره ومحبيه. في خضم هذا المشهد المتوتر، خرج الرئيس الأسبق للنادي، ممدوح عباس، بتصريحات عاطفية وصادمة تعكس عمق حزنه على حال القلعة البيضاء. تصريحاته لم تكن مجرد تعبير عن الضيق، بل تضمنت طرحاً لما يراه من حلول ممدوح عباس لأزمة الزمالك، وهي حلول تثير الجدل وتستدعي التفكير في مستقبل أحد أعمدة الرياضة المصرية.
في ليلة شتوية قاسية، وصفها عباس بأنها من أسوأ الليالي التي مرت عليه، استيقظ الفجر ليجد نفسه غارقاً في هموم النادي الأبيض. على منصة “إكس”، أفضى بمشاعره قائلاً إنه لم يغمض له جفن حتى الصباح الباكر، مستذكراً حالة النادي التي شبهها بـ “غزة الرياضة المصرية”. هذا التشبيه الحاد يعكس مدى اليأس والإحباط الذي وصل إليه الرجل، ويرسم صورة قاتمة للوضع الراهن الذي يمر به الكيان الأبيض.
المفاجأة الكبرى جاءت مع طرحه لحل وصفه بأنه “يرضي الجميع”، وهو “غلق النادي وتهجير أعضائه إلى سيناء للتطوير والتعمير”. هذا الاقتراح، الذي يبدو للوهلة الأولى صادماً وغير واقعي، يحمل في طياته رسالة مشفرة عن الحاجة إلى تغيير جذري وغير تقليدي، ربما لإعادة بناء النادي من الصفر بعيداً عن المشكلات المتراكمة والأطراف المتنازعة. هل هي دعوة للتفكير خارج الصندوق أم تعبير عن قمة اليأس من إيجاد حلول تقليدية؟
يأتي هذا الانفجار العاطفي من عباس في وقت يشهد فيه النادي تراجعاً ملحوظاً على الصعيدين الرياضي والإداري، وتتوالى الأخبار عن أزمات مالية وديون متراكمة. يشعر الكثيرون بأن النادي تُرك لمصيره، وهو ما عبر عنه عباس بقوله إن “الجميع أداروا ظهورهم لنادي الزمالك”. يؤكد عباس أن الزمالك ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو أحد الأركان الأساسية ليس فقط للرياضة المصرية، بل وللرياضة العربية بأسرها.
كما استنكر عباس بشدة فكرة أن حل مشكلات النادي يكمن في التبرع بمبلغ 25 مليون جنيه مصري، واصفاً إياها بـ “المضحكات المبكيات”. هذا يؤكد رؤيته بأن الأزمة أعمق بكثير من مجرد حلول مالية مؤقتة، وأنها تتطلب رؤية استراتيجية شاملة ومستدامة.
تحليل حلول ممدوح عباس لأزمة الزمالك: رؤية أم يأس؟
إن المقترحات الجريئة التي قدمها ممدوح عباس، وإن بدت غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع، إلا أنها تفتح الباب أمام نقاش حول حجم المشكلات التي يواجهها النادي. فالتفكير في “التهجير إلى سيناء” قد يكون رمزاً للحاجة الماسة إلى بيئة جديدة خالية من الضغوط والتعقيدات الحالية، تسمح بإعادة هيكلة شاملة للنادي بعيداً عن تأثيرات الماضي. هل يمكن أن تكون هذه الصرخات هي الشرارة التي تدفع الأطراف المعنية للبحث بجدية عن حلول حقيقية ومنقذة؟ يجب على الجميع أن يتذكروا أن نادي الزمالك، بتاريخه العريق وبطولاته التي لا تُحصى، يستحق أفضل من مجرد حلول ترقيعية.
في ظل هذه التطورات، يستعد الزمالك لمواجهة بلدية المحلة في بطولة كأس مصر بتاريخ 28 ديسمبر، في تمام الساعة الثانية والنصف ظهراً بتوقيت القاهرة. تأتي هذه المباراة كفرصة للفريق لإثبات ذاته على أرض الملعب، وربما لتخفيف بعض الضغوط التي تحيط به بعيداً عن التصريحات النارية. يمكنكم متابعة آخر أخبار ومباريات الزمالك عبر Kora Best tv.
ما الذي يحمله المستقبل للقلعة البيضاء؟ وهل ستجد طريقها للخروج من هذه الأزمة، أم أن دعوات “التهجير” ستظل مجرد صرخة في وادٍ بلا صدى؟ إنها أسئلة تنتظر الإجابة في قادم الأيام.
لا يوجد تعليقات